{يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي} كقولك: لا يحملنك مخالفتي على أن تدحرج نفسك من شاهق إلى بئر.
{وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} أتى بالدعوة على سبيل الترغيب بعد الدعوة على سبيل الترهيب لتبليغ الدعوة كل مبلغ، ويلزم الحجة كل اللزوم، {وَدُودٌ} مستجيب، في الحديث أن الله تعالى: "يتحبب إلى عبده بالنعم والعبد يتمقت إليه بالمعاصي" (?) لما انقطعوا في المناظرة والجدال أخذوا في الشفاعة عادة الجهال.
{قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا} مكفوفًا {رَهْطُكَ} عشيرتك، والرهط: ما دون العشرة من الأنفس {لَرَجَمْنَاكَ (?)} شتمناك وقذفناك، ويحتمل الرجم بالحصى {وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} لا يعز علينا مكروهك ولكنه يعز علينا مكروه رهطك.
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ} يكذبهم، تقول: ليس (?) لعشيرتي عندكم ذمام أو حرمة (?) فإنكم أعرضتم عن حق الله فكيف يرجى منكم رعاية حق العشيرة، والثاني كان يحتج (?) عليهم بحفظ ذمام العشيرة، ويقول: إن كنتم تحفظون ذمام العشيرة فلم لا تراعون حق الله ولم تعرضون عنه فإنه أحق وأوجب {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} اتخذتم (?) الرهط ملجأ وعده لكم من ورائكم، وقيل: اتخذتم حق الله سببًا (?) لا تلتفتون (?)