ويحتمل أنه على سبيل الوعيد لأهل مكة، ومن يعمل عمل قوم لوط، أي لا يبعد أن يمطر عليهم مثلها فإنهم مستحقون لها لولا (?) فضل من الله ورحمته، وإنما سقط (?) التأنيث من "بعيد" لكون التأنيث غير حقيقى أو لتقدير شيء؛ أي وما هي بشيء بعيد، أي لوقف رؤوس الآي.
{أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ} بحالة حسنة ونعمة وافرة غير محتاجين إلى الخيانة.
{بَقِيَّتُ اللَّهِ} ما يحدثه الله من النماء والبركة من غير بخس وتطفيف، كان شعيب -عليه السلام- (?) كثير الصلاة والعبادة والدعاء وكانوا يستحسنون ذلك منه، فلما دعاهم إلى خلع الأنداد وإيثار القسط رأوه قبيحة فقالوا تعجبًا: {أَصَلَاتُكَ} [الحسنة أثمرت وأفادت هذه الدعوة، وفيها اختصار وتقديرها: تأمرك وتحملك على تكليفنا أن نترك، وقيل] (?) تقديره: {أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ} وإيانا {أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} وتنهاك وإيانا (?) {أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} {الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} السفيه الجاهل (?) كقوله: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)} [الدخان: 49] وقيل: هو على ظاهره، أي كنت الحليم الرشيد حتى الآن كقول ثمود لصالح: {كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا} [هود:62].
{أَرَأَيْتُمْ} المستفهم مضمر تقديره: أرأيتم إن كنت بهذه لكنت سفيهًا جاهلًا، أو أرأيتم إن كنت بهذه (?) الصفة أكنتم تجيبونني وتطيعونني، وفائدته الاستدراج.