{وَلَوْ جَاءَتْهُمْ} أنث لإضافة كل إلى مؤنث كقوله: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} [ق:19]
{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ} الإيمان النافع الذي يكون عند إحساس العذاب قبل عين اليقين، كما كان من قوم يونس -عليه السلام- لما غلب على ظنهم أنه العذاب سينزل بهم ندموا وتضرعوا وأنابوا إلى الله ولم ينتظروا عين اليقين لم ينفعهم، انتصب {قَوْمَ يُونُسَ} لأنه مستثنى منقطع (?)؛ لأنهم لم يكونوا من عداد الأمم الهالكة، وعن ابن عباس: أن يونس بن متى كان يسكن فلسطين (?) هو وقومه فغزاهم ملك من الملوك يقال له: يغلث بالعساكر من أهل نينوى وهي التي تسمى نصيبين، فغز ابني إسرائيل فسبى منهم تسعة أسباط ونصفًا وبقي سبطان ونصف، وكانوا من وراء الأردن وهم من سبط يهودا ونصف سبط من سبط ميثا فسبوهم جميعًا غير هذين السبطين ونصف سبط فرجعوا بهم إلى أرضهم. وقد كان أوحى الله تعالى إلى بني إسرائيل إذا أمركم عدوكم أو أصابتكم مصيبة فادعوني فإذا دعوتموني أستجب لكم، فلما أسروا نسوا أن يدعوا الله زمانًا من الدهر حتى إذا ذهبت أيام عقوبتهم ونزلت أيام عافيتهم وأوحى الله تعالى إلى نبي من أنبياء (?) بني إسرائيل يسمى شعيا فقال: ائت حزقيا وهو الملك يومئذٍ، فقل له: ابعث إلى بني إسرائيل نبيًا قويًا أمينًا - وكان في ملكه خمسة من الأنبياء - فقد ذهبت أيام عقوبتهم وتراءت أيام عافيتهم وإني ملقٍ في قلوب ملوكهم وأشرافهم أن يرسلوهم معهم، فجاء شعيا إلى حزقيا حتى أبلغه