وفي قوله: {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ} دليل على أن الإيمان لا يصح من غير معرفة الله سبحانه لأن للريب مدخلًا وللشبهة موضعًا في الإيمان ما لم يتصل (?) بمعرفة الله تعالى، وإنما كره انبعاثهم لأن انبعاثهم لو وجد لكان معصية ولم يكن طاعة لقوله: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا} فهذه الكراهة ككراهة الصلاة بغير طهارة، كره فعلها من غير (?) وجه وتركها من وجه. (التثبط) التعويق، وقيل: التثقيل، وفلان ثبط أي: ثقل، والقول لهم: {اقْعُدُوا} هو إذن النبي -عليه السلام- (?) ويحتمل قول بعضهم لبعض، ويحتمل أنه أمر تكوين وتقدير من الله تعالى للقاعدين النساء والصبيان وأصحاب الأعذار، (إيضاع الإبل) حملها على الإسراع في السير، والمراد به إسراع المنافقين في المشي بالنميمة من المؤمنين وبالأراجيف المكروهة، وفي قوله: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} دليل أن بعض المنافقين أو بعض من كان يخالطهم ويعاشرهم كان قد خرج للنبي -عليه السلام- (3) (ابتغاؤهم الفتنة) من قبل رجوع ابن أُبي بن سلول يوم أُحُد بثلث الناس وإرجافهم في المدينة بالأراجيف المكروهة وإغراؤهم بين المؤمنين.

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي} نزلت في جد بن قيس قال له النبي -عليه السلام- (3): "هل لك العام في جلاد بني الأصفر؟ "، فقال: ائذن لي يا رسول الله ولا تفتني؛ أي: لا تؤثمني فإني رجل كلف بالنساء مستهتر بهن، فإذا رأيت بنات الأصفر لم أصبر عنهن (?)، وبنو الأصفر هم الروم ينسبون إلى حبشي ملكهم واستولد نساءهم.

{أَخَذْنَا أَمْرَنَا} شأننا من الحزم والاحتياط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015