{عُزَيْرٌ} بن سُوْيا (?) من أولاد فنحس بن عازور بن هارون بن عمران، وكان عزير يوم سبى بخت نصر بني إسرائيل ابن ست سنين معه أمه، ثم ماتت أمه وكفله دانيال -عليه السلام-، وعلمه الكتابة قصدًا من التوراة، وهما دعوا كيرش الملك ملك فارس إلى توحيد الله ودينه وعمارة بيت المقدس وردّ خزائنه وأهله إليه، ثم توفي دانيال وهو ابن مائة وثلاثين سنة فخلفه عُزير وهو ابن ثلاث وتسعين سنة فصار قاضي القضاة وحكم الحكماء، وقد ذهب أكثر التوراة عن اليهود ولم يبق منها نسخة إلا نسخة الصابئين باليمن ونسخة مدفونة ببيت المقدس بحث عنها المسيح -عليه السلام- فكتبها لهم عزير بإذن الله تعالى وإلهامه بخمسة أقلام، وكان يستمد بقلم من تلك الأقلام فيكتب به ما شاء الله فإذا انقطع المداد كسر القلم ورمى به وأخذ قلمًا آخر، فانتهت التوراة بانتهاء هذه الأقلام الخمسة، وكان ذلك آية من آيات الله تعالى معجزة لعزير -عليه السلام-، فلما فرغ من الكتابة مرض من يومه فختم على التوراة وسلمها إلى رجل صالح يسمى زكريا وأوصى إليه إملاء التوراة إلى بني إسرائيل، وتوفي عزير وتوفي بعده بيومين هذا الرجل الصالح وصارت التوراة عند ينجايل بن نبيا وكان رجلًا خمِّيرًا شرّيبًا، فرفع الختم وحرف الكلم عن مواضعه ثم ردّ الختم كما كان حتى رفع الختم ثانيًا بمشهد من بني إسرائيل وأملاها عليهم بالتبديل والتحريف ولبسَ الأمر عليهم.
قال ابن عباس: كان عزير يصلي، فبينا هو كذلك إذ نزل نور ودخل جوفه وعاد إليه ما ذهب من التوراة، فأذن في قومه: قد ردّ الله علي التوراة، فجعل يعلمهم فقابلوا ما أخذوا عنه بما وجدوه في التابوت فوجدوه مثله فقالوا: ما أوتي عزير هذه إلا أنه ابن الله (?)، وعن الكلبي: أنه مات مائة سنة ثم أحياه الله تعالى فجاء إلى بني إسرائيل بالتوراة فلم يصدقوه حتى أخبرهم عن أبيه عن جده أن نسخة من التوراة مدفونة في