المسلمين قد تولى قتل ثلاثين وأربعين وخمسين نفسًا من الكفار، والتجأ مالك بن عوف إلى الطائف مذعورًا مدحورًا في نفر يسير من الأشقياء، وغنم المسلمون أموالهم ونساءهم وذراريهم، وبلغ عدد النبي ستة آلاف رأس، وعثر رجل من الأنصار على دريد بن الصمّة يريد قتله، قال دريد: ومن أنت؟ فتعرف له الرجل. قال دريد: أما إني قد أنعمت (?) على أمهاتك وفككت (?) من الرق ثلاثًا (?) من جداتك قبل أن خلقت وسماهن له، فضرب الرجل بسيفه ضربة في عنقه فلم يخدشه خدشة فكأنما ضرب على صمدة (?)، فقال دريد: بئس شيء سلحتك أمك، خذ سيفك من وراء المحمل واضربني به ولا تضرب على العظم ولا على الجلد المنزي ولكن اتبع اللحم، ففعل الرجل كما علمه دريد فاجتز رأسه (?).

وأعطى رسول الله أبا سفيان وأصحابه من الغنيمة هذه (?) أموالًا كثيرة يؤلف قلوبهم بذكر الله، واستوحش الأنصار بذلك ثم رضوا بحكم الله ورسوله، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"أما ترضون أن يرجع الناس إلى ديارهم بالأموال وترجعون إلى دياركم بنبي الله؟ " فاستهلوا بالرضا والحمد لله (?).

{مَوَاطِنَ} جمع موطن وهو موضع القرار والسكون والرحب السعة وقوله: {بِمَا رَحُبَتْ} أي: ضاقت برحبها ومع رحبها، وذلك من شدة الخوف وانسداد سبيل الهزيمة بالدهش واستقبال العدو من كل وجه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015