{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ} لا يتوصل مخلوق إلى علم أوانها (?) حقيقة، إن واحدًا من المخلوقين لو توصل إليه من جهة الوحي أو الأمارات المتقدمة وتعينت له الساعة بكمية الأيام والساعات والدقائق نكِّرت بكمية الأعداد والأنفاس والأصوات واللحظات والخطرات، كيف وهي ممكنة في كل لحظة غير واجبة {أَيَّانَ} سؤال عن الوقت تليها الاسم تارة والفعل أخرى وهي مركبة من أي أوان {مُرْسَاهَا} مواضع إرسائها و (الإرساء) الثبوت والقيام {لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا} لا يظهرها لوقتها غيره {ثَقُلَتْ} أي عظم واستصعب وقوعها أو علمها على أهل السموات والأرض، وفائدة الكتمان استواء الأولين والآخرين في الإنذار بالساعة وعظم شأن المباغتة والمفاجأة {حَفِيٌّ} مبالغ في البر والسؤال، يقال: استحفى السؤال وأحفى في السؤال، قال الله تعالى: {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا} [محمد: 37] لا يعلمون أن علمها خاصة {لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} فيظنون أنهم يقفون عليها بالبحث عنها.
{قُلْ لَا أَمْلِكُ} اتصالها بما قبلها من حيث نفي علم الساعة، عن ابن عباس أن قريشًا قالت لرسول الله: لا يخبرك ربك بالسعر لتشتري الطعام في الرخص بالخصب والجدب لتنتقل من الخصب إلى الجدب قبل أن تجدب الأرض فأنزل الله الآية (?)، {مِنَ الْخَيْرِ} من جوائح النفس، قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)} [العاديات: 8].
{السُّوءُ} ما يسوء النفس من المصائب الدنيوية. ظاهر قوله: {مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} يعني آدم -عليه السلام- و {زَوْجَهَا} حواء، هكذا ذكر الكلبي (?) وغيره قالوا: لما حبلت حواء جاءها إبليس فتصور بصورة مجهولة متسمتًا بالحرث