كما شاء فجعلهم أرواحًا كما قال أُبي، وأمثال الذر كما قال ابن عباس فأسمعهم وبصّرهم وأنطقهم بمشهد أبيهم آدم -عليه السلام-، قال: وفائدة ذلك أحد أشياء أربعة: إما تطييب قلب آدم -عليه السلام- وتسليته بشبه عذر من الناكتين، وإما تذكر الأنبياء والصدّيقين ذلك الميثاق في مدة أعمارهم كالمستيقظ يذكر ما رأى فيذكره بعينه وصورته، أو تذكر غيرهم كالسكران إن (?) فعل شيئًا في سكره ثم يتخيله فيتفكر فيه وليس يبعد أن يكون توهم (?) الناسخ من جريء هذا الميثاق، وأما ما نذكره من هبة آدم -عليه السلام- (?) من داود -عليه السلام- (?) سنين من عمره ويجوز ذلك وأما المعنى لم يطلعنا الله عليه.
وقيل: المراد بالإخراج إخراج المواليد في كل عصر وقرن، و (الميثاق): الإلهام في قلوب ذوي العقول قبل اختيارهم الكفر أو الكتاب السماوي، والأخبار المتواترة والمأخوذ به ما هو موافق لظاهر الكتاب وعليه الجمهور {مِنْ ظُهُورِهِمْ} بدل من بني آدم وهو عطف البيان {وَأَشْهَدَهُمْ} أي أشهد بعضهم على بعض {شَهِدْنَا} من كلامهم تقديره لأن لا يقولوا أي لردّ قولهم هذا وللبغي اتجاهه من أي وجه.
{أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا} لما كان أخذ هذا الميثاق مما يذكره الأنبياء والصديقون ويتخيله الشهداء والصالحون ويعترف به العَوام والمقلدون مع ما نبّه الله عليه كافة الناس في القرآن المعجز لم يصح دعوى المنكرين بأنهم كانوا مجيبين من جهة آبائهم الأولين.
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} نزلت في بَلْعَام بن باعور (?) كان