الأنبياء مثل السرج عليهم النور وخصّوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة وهو الذي يقول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} [الأحزاب: 7] الآية، وهو الذي يقول {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] وفي ذلك [قال: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى} [النّجم: 56] أي أخذ عليه الميثاق مع النذر الأولى، وفي ذلك] (?) و {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ} وفي ذلك قال: {فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ} [يونس: 74] فكان في علمه يوم أمروا به من يكذب ومن يصدق به، قال: فكان روح عيسى -عليه السلام- (?) من تلك الأرواح التي أخذ الله عليها العهد والميثاق من زمان آدم -عليه السلام- (2) فأرسل ذلك الروح إلى مريم حين انتبذت (?) من أهلها مكانًا شرقيًا فحملته أي فحملت (?) الذي خاطبها وهو روح عيسى -عليه السلام- دخل في فيها (?)، وروي في إخراج الذرية من صلب آدم -عليه السلام- أمثال الذر روايات كثيرة عن ابن عباس (?)، وإلى هذا القول ذهب أكثر أهل السنة قالوا: أخرج ذلك اليوم أولاد صلبه من صلبه أولاد أولاده من أولاده وأولاد أولادهم من أولادهم وكذلك إلى انقطاع النسل، وكانوا أقل وأصغر وأخفى من الذر لا محالة فإن الذر مركب من أجزاء كثيرة فلا شك أنهم كانوا أصغر وأخفى حين كانوا كمني، إلا أن الله تعالى أتاهم بعد الإخراج