الشيء لا يغاير الأمر وما كلفهم الله من الأحكام الثقيلة والأغلال فألزمهم من الضيق والحرج عقوبة لجرائمهم لقوله تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} [النساء: 160] {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ} أمثال ورقة وبحيرا الراهب {وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ} أمثال عبد الله بن سلام والقسيسين والرهبان والذين اتبعوا {النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ} أمثال كعب الأحبار إلى يوم القيامة.

{وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ} أمة منقرضة (?) في سالف الزمان، تقديره: ومن الأمة {أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ} قال: {مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ} [الأعراف: 168] ثم قال: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} [الأعراف: 169] وقيل: الأمة الهادية قوم استقاموا على شرائع التوراة قبل نسخها بقوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا} [آل عمران: 85]، وقيل: المراد بها عبد الله بن سلام وأصحابه الذين يتبعون الرسول النبي الأمي، وقيل: المراد بها قوم وقعوا بأرض وراء الصين رآهم نبينا -عليه السلام- (?) ليلة المعراج ودعاهم إلى الإسلام وتحويل السبت إلى الجمعة على سنة الإسلام فأجابوه وآمنوا به، وقيل: هؤلاء القوم على شريعة التوراة بعد، وهم معذورون لأنهم لم يروا نبينا -عليه السلام- (2) ولم يسمعوا القرآن ولم يبلغهم خبر الإسلام على سبيل الاستفاضة فإن جهة الوصول إليهم جهة واحدة وهي وادٍ من رمل جارٍ يخسف بمن اجتازه (?) إلا يوم السبت، ولا يستنكر أن يكونوا قد غيروا وبدلوا في أيامنا وكانوا كما وصفهم الله تعالى حالة نزول الآية {يَهْدُونَ بِالْحَقِّ} أي يهدون من يصل إليهم من كفار نواحيهم ويهدون صبيانهم بالقول الحق والأمر الحق {وَبِهِ يَعْدِلُونَ} فيما بينهم.

{فَانْبَجَسَتْ} انفجرت.

{وَاسْأَلْهُمْ} وفائدة السؤال التقرير عن القرية عما أصاب أهلها إذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015