{فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} أي: فألقاها فإذا هي تلقف، وإنما قيل على لفظ الاستقبال لأنها تلقفت شيئًا بعد شيء (?)، قال الكلبي: عظمت عصا موسى حتى كادت تسد الأفق وفتحت فاها سبعين ذراعًا وأقبلت على فرعون فطوقت رقبته بذنبها ثم فتحت فاها لتبتلعه فاستعاذ فرعون بموسى فصاح موسى وأخذها فإذا هي عصا كما كانت، وعن السدي أنّ (?) فرعون هرب منها وأحدث، وقيل: ابتلعت الصخور العظام وكانت نار تخرج من فيها (?).

{فَوَقَعَ} أي وجب ولزم وثبت مشاهدة وعيانًا.

{وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ} أي ألجئوا من غير اختيارهم (?) وذلك لعلمهم أن ما أتى به موسى -عليه السلام- شيء إلهي ليس من حيلة الجن والإنس بانفراد ولا مشاركة، فإن تقليب الأعيان والإيجاد والإفناء من فعل الله تعالى وإنما علموا ذلك لتناهيهم في علمهم، ولو كان مبتدئًا لتوهموا أنه أسحر منهم ولهذا يحمد التناهي في كل علم ولو كان باطلًا، ومن سنة الله تعالى أن يجعل آيات أنبيائه أشياء تلتبس بالغالب من دعاوي أهل العصر لتكون الحجة اللازمة، فبعث موسى -عليه السلام- في عصر التمويهات وعيسى -عليه السلام- في زمن الطبّ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - (?) في عصر الفصاحة والكهانة.

{قَالُوا آمَنَّا} يحتمل إلجاء كالسجود ويحتمل اختيارًا.

{قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ} لما رجعت العصا كهيئتها رجع إلى فرعون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015