إبراهيم -عليه السلام- (?) كان قد تزوج [وبنا بنت لوط وهو وذريته من ذرية لوط وعن محمد بن إسحاق أنه شعيب بن] (?) يثرون والله أعلم أرسله الله إلى مدين وهم بنو مديان بن إبراهيم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، وقيل: التقدير إلى أهل مدين فإن مدين اسم البلدة (?) مشتق اسمها من اسم مديان كما سميت (?) مصر مصرًا باسم مصر بن قيط بن كنعان بن حام، قيل: أصحاب مدين هم أصحاب الأيكة سمى الله تعالى بلدهم أيكة لالتفاف شجرها وإحداق الغياض بها، يدل عليه دعوته القوم في الموضعين جميعًا إلى إيفاء الكيل والوزن. وقيل: أصحاب مدين غير أصحاب الأيكة لكن كانت إحدى البلدتين قريبة من الأخرى وكان قد تواطأ أهلها على بخس الكيل والوزن، ألا ترى وصف الله تعالى بأخوة أصحاب مدين لأنه كان من قبيلتهم ولم يصفه بأخوة أصحاب الأيكة لأنه لم يكن من قبيلتهم. وقال القتبي: إن شعيبًا لم يكن من ولد إبراهيم -عليه السلام-، ولكنه من نسل رهط آمنوا بإبراهيم وهاجروا معه إلى الشام والله أعلم، وأجمعوا أنه كان عربيًا ولم يذكروا إلى من يرجع، وكان مكفوفًا وكان أفصح الناس في زمانه وأبينهم لما يريد، وكان النبي -عليه السلام- يسمي شعيبًا -عليه السلام- خطيب الأنبياء.

{جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ} أي ما ثبت في العقول من دلائل التوحيد وحسن الاتصاف وقبح الخيانة أو ما وصَل إليهم من سبيل التواتر من أخبار عاد ونمرود والمؤتفكات أو ما أكرم الله به شعيبًا من الفصاحة المعجزة والأخبار من المشاهدات مع كونه أعمى، والعصا التي كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015