كل ذي برثن، {شُحُومَهُمَا} جمع شحم وهو ما يذوب دهنًا، {إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} ما اختلط باللحم من البياض وقيل: الإلية، و {الْحَوَايَا} المباعر والمصارين، وهي معطوفة على المستثنى، وقيل: على المستثنى منه (?)، {مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ} ما على العظم من دسم.
{فَإِنْ كَذَّبُوكَ} يعني اليهود، وهم كانوا يأتون مكة تجارًا ويأتونها قاصدين رؤية النبي -عليه السلام-، وقيل: كذبته قريش وكذب الرحمة هو التنبيه على الإمهال لئلا يغترّوا بسلامة الحال، وكذلك ذكر اليأس بعد الرحمة.
{لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} لما علموا أن النبي -عليه السلام- يثبت القدر خيره وشره من الله وينفي وجود الشيء من غير مشيئة الله، توهموا أن كل ما شاء الله رضيه (?) كما ظنت القدرية (?) فاحتجوا بالمشيئة وحسبوها عذرًا فبين أن لو أثبتوا المشيئة لأثبتوها على أنفسهم لا لأنفسهم، كذلك تشبيه بقوله {وَإِنْ كَذَّبُوكَ} [يونس: 41].
{الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} التي بلغت كل مبلغ في الصحة والبيان.