الحمل. قال -عليه السلام-: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض" (?) فكان هذا المستخرج يقول قوله -عليه السلام- هذا حجة على جميع الفلاسفة حيث إنه علم ولم يكن منجمًا ولا صاحب منجم، ثم بين الله للمؤمنين محافظة حساب القمر دون الشمس؛ لأنه أحوط لأوقات العبادة. وروي أن اليوم الذي نزلت فيه هذه الآية كان قد اتفق عند اليهود والنصارى والمجوس.
{وَالْمُنْخَنِقَةُ} التي ماتت بالمنعِ عن التنفس {وَالْمَوْقُوذَةُ} التي وُقذت بالعصا وضربت حتى ماتت {وَالْمُتَرَدِّيَةُ} (?) التي ماتت بالتردي (?) من أعلى إلى أسفل {وَالنَّطِيحَةُ} التي نطحتها صاحبتها فقتلتها. وذكر الأربع ليبين أن سبب الموت إذا كان ظاهًا لم يقم مقام الذكاة بخلاف السمك {وَمَا أَكَلَ} افترس السبع {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} ذبحتم، والتذكية: التطهير. وفي الحديث: "ذكاة الأرض يبسها" (?) الاستثناء راجع إلى {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} وقيل إلى {وَالْمُنْخَنِقَةُ} فما بعدها، وشرط الاستدراك أن يكون حياتها واضطرابها أكثر من حياة المذبوح و {النُّصُبِ} ما نصب من الأوثان إلا أنه لا صورة له والصنم مصور (?) {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ} وذلك ما يتقامرون به، كانوا يجتمعون عشرة ويشترون جزورًا ويضربون بالأزلام -وهي القداح واحدها زلم وزُلم- يطلبون القسمة، فمنهم من ذهب باللحم ومنهم من غرم الثمن