على اعتقاد الكفر وماتوا عليه، {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} شيئًا من كفرهم الأول والثاني والثالث لأن الكفر المتأخر أحبط العمل المتقدم {وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا} لا يوفقهم، و (التوفيق): هو التيسير لليسرى، وذلك غير واجب بعد التمكين الذي يلزم به الحجة، وقبول توبة هؤلاء مختلف فيه. {أَيَبْتَغُونَ} على الإنكار {فَإِنَّ الْعِزَّةَ} أي: المنعة {لِلَّهِ جَمِيعًا} يكرم بها من يشاء وقد وردها لرسوله وللمؤمنين.
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} قوله: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} [الأنعام: 68] وإن لترجمة المنزل ما هو، والتقدير: وقد نزل عليكم في الكتاب شيئًا وهو قوله: {أَنْ (?) إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا (?)} بالقرآن وهو استخفافه {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ} فطرد المعاشرة دون المجادلة والتقية، وإنما أباح القعود بعد الغاية لرفع الجناح ولاستمالتهم، والكناية في {مَعَهُمْ} راجعة إلى الكافرين والمستهزئين، والخوض في الحديث هو الشروع في الكلام وضده الإمساك عنه، {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} أي: إن قعدتم معهم موالين إياهم كنتم مثلهم في الكفر والنفاق {الْمُنَافِقِينَ} المضمرين الكفر و {وَالْكَافِرِينَ} المظهرين له.
{يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ} أي: نزول الدوائر والحوادث {فَتْحٌ} نصرة {نَصِيبٌ} دولة {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} نشارككم في هذا الغزو ويطلبون الشركة في الغنيمة {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ} ألم نغلبكم ونستول عليكم مع المؤمنين ونحكم ونُجرْكم، يذكرون أياديهم حالة الاستيلاء {فَاللَّهُ يَحْكُمُ} يفصل الحكمة {سَبِيلًا} أي: حجة صحيحة، ويحتمل أن معناه إن ينصرهم عليهم فإنهم وإن غَلَبوا فهم المخذولون الأخسرون.
{كُسَالَى} جمع كسلان، و (الكسل): التثبط والتبرم والقليل من الذكر ما {يُرَاءُونَ} ويسمعون به.