{وَيُمَنِّيهِمْ} يحملهم على التمنِّي مختصًا معدلًا ومصرفًا قيلًا تقولًا، قال الله تعالى: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} [الزخرف: 88] أي: قوله، ويقول: هذا من قيل فلان، أي من قوله.

{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ} نزلت في المنافقين والمشركين والخطاب لهم؛ عن مجاهد (?)، وقال غيره: خطاب للمؤمنين، أي: ليس إلا بمحكوم على ما يتمنون (?)، وقوله (?): {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} عام وبل مقدر فيه، أي: الوعيد شامل على اعتبار الأفعال من دون الذوات، إذ الذوات لا توجب ثوابًا ولا عقابًا. روي لما نزلت هذه الآية خاف أبو بكر الصدِّيق خوفًا شديدًا وأظهر ذلك لرسول الله فقال -عليه السلام-: "أما أنت يا أبا بكر وأصحابك المؤمنون فيجزون بذلك في الدنيا، وأمّا الآخرون فيجمع ذلك عليهم حتى يجزوا به في الآخرة" (?). وفي بعض الروايات: "ألست تمرض ألست تحزن ألست يصيبك البلاء؟ " (?)، مصداق ذلك قوله: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى: 30].

{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ} اشتراط الإيمان يدل على أن غير المؤمن قد يعمل صالحًا وذلك ما يحمد في العقل كالسخاء والوفاء وصلة الأرحام والصدق، وإنما شرط الإيمان لأنَّ الجنة حرام على غير المؤمن وقد أحبط عمله بكفره وابتغائه غير وجه الله ومنّه على مَنْ أنعم عليه.

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا} ليس أحد أحسَن دينًا {أَسْلَمَ} أخلصَ {وَجْهَهُ} أمره مقبلًا معترفًا بالتوحيد {وَهُوَ مُحْسِنٌ} يدلّ أن إحسان العمل فرع الإيمان والإِسلام {حَنِيفًا} حال لمن أسلم {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} أي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015