ثانيًا: كتب معاني القرآن؛ حيث كان ينقل عن البارزين من أئمة اللغة أمثال الكسائي (ت 189 هـ)، والفراء (ت 207 هـ) في كتابه معاني القرآن، وأبو عبيدة معمر بن المثنى (ت 210 هـ) في كتابه مجاز القرآن، والأخفش (ت 215 هـ)، وابن قتيبة (ت 276 هـ)، والزجاج (ت 310 ص) في كتابه معاني القرآن.

ثالثًا: كتب الحديث؛ وإن كان اعتماد المؤلف على تفسير القرآن بالسنة النبوية قليلًا جدًا، لذا فإننا نجد الأحاديث النبوية قلَّما يستشهد ويعتمد عليها الجرجاني في تفسيره، حيث التزم - كما يظهر لنا وإن لم يصرح بذلك - جانب الاختصار واضحًا من خلال ما نراه في هذا التفسير.

رابعًا. الروايات التاريخية؛ اعتمد في الروايات التاريخية بشكل أساسي على محمَّد بن جرير الطبري في كتابه "تاريخ الأمم والملوك"، كما اعتمد على الواقدي (ت 207 هـ) وإن كانت الرواية عنه لا تقبل عند عامة أئمة النقل في الحديث، فهو متَّهم بالكذب، وهذا مما ينقص قدر وثبوت الرواية فيما ينقلها عنه الجرجاني.

خامسًا: كتب اللغة والنحو؛ فقد اعتمد أبرز اللغويين والنحويين أمثال الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170 هـ)، وسيبويه (ت 180هـ)، وقطرب (ت 206 هـ)، وأبي حاتم السجستاني (ت 248 هـ)، وابن عرفة (ت 323 هـ)، وابن الأنباري (ت 328 هـ)، والأزهري (ت 370هـ)، ومحمد بن الحسن الرؤاسي، وأبي عبيد الهروي (ت 401 هـ)، وابن الأعرابي وأبي العباس ثعلب. ولا شكَّ أن هؤلاء أبرز وأهم أعلام أئمة النحو واللغة، وعليهم المعتمد في هذا التخصص.

ويمكن أن أشير إلى جانب مهم حيث أجريت مقابلة بين كتاب التفسير للسمعاني وكتاب "درج الدرر" للجرجاني، فخرجتُ بنتيجة وهي أن هناك مواطن عدة تجلَّى فيها التشابه والمطابقة من حيث اللفظ والمعنى في جانب التفسير، مما يؤكد لنا أن أحدهما نقل من الآخر، كما في قوله تعالى: {وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ}، والأمثلة على ذلك كثيرة. وإن كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015