تأليف بينهم، ذلك إشارة إلى التناجي بهذه الأشياء {أَجْرًا عَظِيمًا} معظم (?) قدره كثير الأجر أو لم يكن.
{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ} يخالفه في الكتاب والسنة بالاعتقاد {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} من بعد ما قامت الحجة عليه بالبيان والإعجاز {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} يخالف بالاعتقاد إجماعهم بعد إنعقاده، وإنما صار إجماع هذه الأمة حُجّة بقوله: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143] وقوله -عليه السلام- (?): "لا تجتمع أمتي على الضلالة" (?).
قوله: {مَا تَوَلَّى} نقلده ما تقلّد بخذلانه وتيسيره للعسرى. وهذا الجزاء إنما وجد حالة وجود الشرط، ثم لله المشيئة فيه بعد ذلك من لا يرى نسخ الوعيد، فللَّه أن لا يفعل الوعيد بمن شاء من خلقه.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ} نزلت في طعمة بن أُبيرق فتكون آية عذاب، والسابقة نزلت في وحشي فتكون آية رحمة (?)، والمراد بهذه الآية عبدة الأصنام وبالأولى أهل الكتاب {بَعِيدًا} يبعد عن الحق وقصد الطريق، والبعيد: ضدّ القريب.
{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} تقدير الآية: إن يدعون من دونه إلا إناثًا وشيطانًا، كقولك: لا أطيع إلا الأمير ولا أطيع إلا الوزير، أي: لا أطيع غيرهما، ولو أسقطت الواو أيضًا وكلامك بالإبدال على سبيل الاستدراك {إِلَّا إِنَاثًا} جنيًا كوافر حللن في الصحراء، و (الإناث) كاللات والعزى ومنوة ونبواته وناميلة، ويحتمل بالإناث الأنفس المعبودة من دون الله على سبيل العموم (?).