{ثُمَّ يَرْمِ بِهِ} يقذف بذلك الكسب أو الإثم بريئًا غير جانٍ و (البراءة) المباينة والانفصال {فَقَدِ احْتَمَلَ} اقترف واكتسب.
ثم ذكر لنبيه نعمة ليزيد فرحًا وشكرًا قال: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ} توفيقه وعصمته {لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ} كانوا يستزلونك في الحكم بأنْ يجري الأمر على ظاهره غير منتظر للوحي الممكن نزوله عليك {الْكِتَابَ} القرآن {وَالْحِكْمَةَ} الفقه {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} من الأشياء المستورة مما يجب الإيمان به عند السماع.
{مِنْ نَجْوَاهُمْ} مصدر (?) ويطلق بمعنى الاسم. قال الله تعالى: {فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12] وإذ هم نجوى متناجون فإن كان المراد هاهنا الاسم فهم بنو أُبيرق والاستثناء منقطع بمعنى لكن، وإن كان بمعنى المصدر، فالكناية ترجع إلى معنى المؤمنين والاستثناء متصل (?)، وإنما أخبر بأنه {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} لأنّ المناجاة في الشرِّ شرٌّ، وفي المباح الذي لا يمكن إظهاره شر أيضًا، قال -عليه السلام-: "لا يتناجى اثنان دون ثالث فإن ذلك يحزنه" (?).
{بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ} ضيافة أو إقراض غيره {أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}