وهلال بن عويمر الأسلمي وسائر بني (?) مدلج (?) وأسلم كان بعضهم صالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?) أن لا يكون له ولاء عليه وبعضهم آمن به وصدقه ولم يهاجر، ولم يدعهم رسول الله إلى الهجرة، وكان هذا حين هاجر ومعه أبو بكر وعامر بن فهيرة وعبد الله بن أريقط فكانوا يستقبلونه في الطريق ليلًا ونهارًا أفواجًا وفرادى ويشاهدون منه الآيات فيتخذون (?) لأنفسهم وعشائرهم عنده عهدًا يأمنون بها عند ظهوره على قومه، والمراد بالمنضلين المنضمّون من قريش وسائر أهل الحرب إلى هؤلاء ليكونوا على حكمهم: أمر الله أن يسالمهم أيضًا.

وقال أبو عبيدة: والمراد بالمنضلين من رجع إلى هؤلاء في النسبة لأنهم دخلوا (?) في عموم أمانة لعشائرهم. والمراد بقوله: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} جماعة من المستأمنين الذين قدموا المدينة أن يجيرهم كما قال: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ} [التربة: 6]. {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} ضاقت ونوت الإمساك والكف عن قتال الفريقين، وقوله (?): {وَلَوْ شَاءَ الله لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ} يذكر نعمة الدفع إياهم ليشكروا وليسارعوا في الإجابة، و (التسليط) (?) التخلية بين القادر والمقدور {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ} اجتنبوكم {فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ} بيان لاعتزالهم {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ} أي: سالموا وأسلموا غير مهاجرين {فَمَا جَعَلَ الله لَكُمْ} جواب بهذه الشرائط لم يجعل الله لكم عليهم (?) حجة في قتالهم ونهب أموالهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015