{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} والمراد بالاستفهام حثّهم على التدبر (?)، والتقدير: ليتدبروا في القرآن. والتدبُّر هو التأمل في عواقب الأمور وأدبارها وتصرف الرأي في مفهومها ومعقولها وكأن التدبر (?) إبدال لهم عن تبييتهم الفاسد، {وَلَوْ كَانَ} أي: القرآن من عند جني أو إنسي كما ظن بعضهم {اخْتِلَافًا} أخبارًا غير موافقة للخبر عنها في الإخبار عن الماضي والإخبار عما في ضمائرهم وعما سيكون كما يجدونه في كتب النساب والمؤرخين، وفي أحكام الكهنة والمنجمين وقيل: لوجدوا فيه تناقضًا كثيرًا كما يجدونه في كلام مطنب متفنن وضّاع قد اختلفت به الأحوال مع مباينة أجناس المخاطبين، والكلام المختلف هو المتناقض الذي لا يمكن توفيقه دون ما اختلف فيه، فإن الكتب المنزلة كلها مختلف فيها.
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ} جاء في سفهاء المؤمنين والمنافقين (?) والغاغة منهم، وإنما رتبه على التي تقدمت وهي في ذوي الرأي من المنافقين؛ لأن بعضهم كان من بعض، فقوله (أمر) أي نبأ وخبر من الأمن من الأعداء {أَوِ الْخَوْفِ} منهم، أذاعوه: أفشوه، {أُولِي الْأَمْرِ} أمراء السرايا (?)، وقيل: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - (?)، وقيل: أولو العلم والبصَارة (?)، {يَسْتَنْبِطُونَهُ} يستخرجونه، وإنباط الماء استخراجه (?)، وسمي