والثاني على الاستفهام (?) بمعنى الإنكار وهذه في معنى (?) قوله: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل:53] {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى:30] أي: النعم مبتداة من الله تعالى قبل الاستحقاق والاستيهال، والحوادث إنما يقضى بها لا نسبتها لنا إياها بكونها محلًا لها ولاستباحتنا (?) إياها بارتكاب الجرائم وإنما قال: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} لأن قوله: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ} شهادة.
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ} طاعة الائتمار بأمره والانتهاء إلى قوله دون منه أوانه في فعله، وليس يطيع الرسول من ينكر نسخ القرآن بالسنة، وإنما كانت طاعته طاعة الله تعالى لأنه -عليه السلام- لم ينطق عن الهوى {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ} أي: لم نبعثك جبارًا عليهم لتحفظهم عن التولي بالخبر، قيل: وهذا منسوخ بآية السيف، لم نبعثك رقيبًا عليهم لتحفظهم في السر والعلانية.
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} نزلت في المنافقين، و (طاعة) خبر مبتدأ محذوف. {يُبَيِّتُونَ} والتبييت إذا وقع على المعاني وهو التفكير بالليل وإذا وقع على الذوات فهو مكرها بالليل. قال الله تعالى: {إِذْ يُبَيِّتُونَ} [النساء: 108] وقال: {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} [النمل: 49] وهو واقع هاهنا على غير قولهم وهي قرينة من قوله: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} [البقرة:14]. {وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} (?) في اللوح المحفوظ، وقيل: كُتَّابه الحفظة {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} أي: الهُ عنهم ولا يهمنّك أمرهم {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} فيما يريدون بك وفي جميع أمورك.