وذلك لما أراد المدينة فأتاه أبو سفيان، وقال: إني واعدت محمدًا أن (?) نلتقي ببدر الصغرى وليس يتأتى في ذلك الآن، وأكره أن يخرج هو وأصحابه ولا نخرج نحن فيزيده ذلك جرأة (?)، فثبِّطه عن الخروج ولك عشرة من الإبل، فقدم نعيم بن مسعود وخوَّف المؤمنين فلم يصغوا إليه (?)، {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ}: كافينا الله، أحسبك الشيء: إذا كفاك، وأحسبك فلان: إذا أعطاك حتى قلت: حسبي، و (الوكيل): الذي يوكل الأمر إليه.
{فَانْقَلَبُوا} القصة فيه أنهم لما وفدوا بدر الصغرى سنة أربع من الهجرة أصابوا سوقًا وربحوا ربحًا كثيرًا وكسبوا أجرًا عظيمًا باستجابتهم (?).
{لَمْ يَمْسَسْهُمْ} قتال ولا شر. وعن عثمان قال: والله ربحت دينارًا بدينار.
{إِنَّمَا ذَلِكُمُ} إشارة إليه كقوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: 2] و {الشَّيْطَانُ} كالبيان المشار (?) إليه، {يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} لأن قوله: إنما ينجع في قلوب أوليائه من الكفار والمنافقين دون أولياء الله من المؤمنين، إذ المؤمن لا يخاف غير الله، وقيل: يخوف بأوليائه كقوله: {لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ} [غافر: 15].
{وَلَا يَحْزُنْكَ} نزلت في المنافقين، عن مجاهد وابن إسحاق، وقيل: في رؤساء اليهود (?) والذين كتموا بعثة النبي -عليه السلام- (?) والنهي مصروف إلى