{فَبِمَا رَحْمَةٍ} (ما) صلة عند الكوفيين وقائم مقام شيء عند البصريين (?)، والرحمة كالبدل والبيان، و (اللين): ضد الخشونة والفظاظة، ورجل لين الجانب إذا كان رقيقًا سهل المأخذ، و (الفظ) في الأصل ما في الكرش من الفرث، ورجل فظ سيء العشرة والخلق، وإنما زاد غلظ القلب في الوصف للتأكيد؛ لأن من الناس من يكون رقيق القلب سريع الرضا حسن المرجع سيء الخلق والعشرة، و (الانفضاض): التفرق والانتشار، {فَاعْفُ عَنْهُمْ} يقتضي إباحة العفو، {وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} على الوجوب، {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} على الندب والإباحة، والمعنى فيه استمالة قلوب القوم بالإصغاء إليهم وبإشراكهم في إمضاء الأمر، {فَتَوَكَّلْ} (?) فرض لازم لا يسع تركه.

في قوله: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ} بيان المعنى الموجب للتوكل وخذلانك صاحبك وتركك (?) إياه إلى قدر نفسه بلا إعانة ولا توفيق إرادة منك هوانه يقال: طيبة خذول إذا قعدت عن تعهد ولدها وقالت الأشعرية الخذلان نسخ قدرة الخير بقدرة الشر.

{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ} نزلت في يوم بدر فقدوا قطيفة حمراء فاتهم بعض المنافقين أو الجهال رسول الله. و (الغلول): الخيانة، وأصله من انغلال الماء بين الأشجار (?)، وتواترت الأخبار في تعظيم شأن غلول الغزاة في الغنيمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015