استدلالهم الفاسد واعتبارهم الباطل، فبين الله تعالى أن المعلوم المقدر كائن لا محالة، وذلك وحده لا يدلس على حق وباطل إذ هو علم في جميع الحيوان، كتب وقدر وقضى، والمضجع موضع الإضجاع، والمراد بالمضاجع (?) ها هنا المصارع.

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ} نزلت في المنهزمين يوم أحد منهم من انهزم ساعة ومنهم من رجع إلى المدينة ومنهم من خرج إلى جلعب (?) جبل بالمدينة فلم يرجع إلا (?) بعد ثلاث (?)، {اسْتَزَلَّهُمُ} بأن خوفهم أن يقتلوهم، قيل: التوبة الإقلاع عن الذنوب والمظالم، وإنما توصل إلى تخويفهم بشؤم تركهم المركز فعفا الله عنهم أجمعين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} نزلت في المؤمنين تحذيرًا أن يكونوا كالمنافقين وإنما قال: {إِذَا ضَرَبُوا} ولم يقل: إذ ضربوا؛ لأن المراد هو الإخبار عن عادتهم في الحال والماضي والمستقبل دون الإخبار عن فعلة واحدة فيما مضى، و {غُزًّى} جمع غازي كركع وسجد جمع راكع وساجد، والغزو: الخروج إلى القتال، {لِيَجْعَلَ اللَّهُ} لام العاقبة، وإنما يصير ذلك حسرة في قلوبهم لافتضاحهم في الدنيا وخسرانهم في الآخرة والله هو المحيي والمميت في الحقيقة لأن هذه الأسباب الموهمة للموت.

واللام في قوله: {لَمَغْفِرَةٌ} جواب (لئن) خير لكم وذلك لأن القتيل والميت محتاجان إلى المغفرة ورحمة من الله مستغنيان من حطام الدنيا فما يحتاجان إليه أبدًا، هو {خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} مما يستغنيان عنه.

{وَلَئِنْ مُتُّمْ} بشرى للعارفين وتطييع للمحسنين وتنبيه للمذنبين وتقريع للكافرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015