{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ} (?) أنزل الله تثبيتًا للمؤمنين وحسمًا للخواطر الفاسدة، وبين الله أنه (?) صدق وعده بالتمكين من أصحاب الألوية وأتى غرة الجمحي وأمثاله ورد الكفار أجمعين يوم أحد من أول الالتقاء إلى أن عصت الرماة بتركهم المركز بعد ما أراهم الله ما يحبون من النصرة والظفر، وتنازعوا واختلفوا فيما بينهم وفشلوا بما سمعوا من الإرجاف أن محمدًا قد قتل، ثم صرفهم بعد ذلك عن الكفار بما كسبوا وأدالهم منهم ليمتحنهم بالقتل والشدائد عقوبة لتركهم المركز، وإنما عفا عنهم كما عفا عن بني إسرائيل بعد الموت وقتل الأنفس، {تَحُسُّونَهُمْ}: تهلكونهم بمشيئته وأمره، يقال: البرد محسة للبيت، وقوله: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا} الآية، قيل: عارض، وقيل: بيان لحالهم عند تركهم المركز، فإن بعض ترك الغنيمة وبعضهم للجهاد ومباشرة القتال والقتل.
والمراد بقوله: {إِذْ تُصْعِدُونَ} وقت صرفهم وابتلائهم، والإصعاد هو الذهاب في الصعود وهو الارتقاء، وقيل: الإصعاد الإبعاد في الأرض، وقيل: أن تذهب على وجهك ولا تميل (?)، {وَلَا تَلْوُونَ} لا تثنون ولا تعرّجون (?) في إخوتكم أي من ورائكم، تقول: إليَّ عباد الله، إليّ يا أهل سورة البقرة وآل عِمرَان، {غَمًّا بِغَمٍّ} أي: غمًا غم فالأول الهزيمة، والثاني ما ذكره ابن جريج أن أبا سفيان لما (?) توسط الشعب وقف فظن المسلمون أنه سوف يميل عليهم فأنساهم ذلك الغم الأول (?)، وقيل: