لأنهم كانوا متيقنين لمحاربة الكفار وقتلهم بعض المسلمين، فلم يقع تمنيهم لغلبة الكفار ولكنه لما رجوه من أن يكون ذلك البعض، واختلف في رؤية الإعراض، فمن جوز أراد به رؤية العينين، ومن لم يجوز فهي رؤية (?) القلب.
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} نزلت في المنهزمين يوم أحد وفي المتشككين في أمرهم إذ سمعوا: ألا إن محمدًا قد قتل (?)، فأخبرهم الله تعالى أن محمدًا ليس إلا رسولًا وأنه قد خلت من قبله الرسل موتًا وقتلًا، أي هو سائر إلى ما صاروا إليه وأنكر عليهم الانقلاب على أعقابهم إن مات أو قتل، وألف الاستفهام داخلة على الشرط لفظًا وعلى الجزاء معنى؛ لأن الجزاء كلام مستقل بنفسه لقوله: {أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [الأنبياء: 34] أي: فهم الخالدون إنْ مت (?) (?)، وفي قوله: {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا} تهديد ووعيد كما في قوله: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ} [آل عِمرَان: 97] والمراد بالشاكرين المضادون للمنقلبين المرتدين لخليفة رسول الله أبي بكر الصديق وأصحابه (?) وأمثاله.