{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا} أي: لا يشاء أن يعاملهم على غير قضية حكمته (?) كإخلاف الوعد وكنقض الثواب من غير نسخ والزيادة في العقاب من غير إنذار، {يُرِيدُ} يحبّ، ومعناه: لا يحب منهم (?) الظلم فيما بينهم، فاتصالها بما قبلها من حيث ذكر الثواب والعقاب أو من حيث ذكر الوعد والوعيد.
{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} اتصالها بما قبلها (?) لأن الإساءة (?) إلى الملوك على الإطلاق لا يكون ظلمًا ما لم يخالف الحكمة (?) يدل عليه إحداث الآلام الدنياوية في الحيوان ابتداءً من غير خبر، وعلى المعنى الثاني من حيث ذكر الوعد والوعيد، فأعقب ذكر الملك والاستيلاء ليكون الوعد والوعيد أمكن في قلوب المخاطبين.
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} نتظم بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} [آل عِمرَان: 102] إلى قوله (?): {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا} [آل عِمرَان: 105] وما بينهم عارض، وزعم الكلبي: أنه عني بالخطاب ابن مسعود وسالمًا وحذيفة ومعاذ (?)، وقال -عليه السلام-: "أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله" (?).