والعمى عائق عند أبي حنيفة، ومستطيع الإحجاج كمستطيع (?) الحج حين المرض والحبس فيما تواترت فيها الأخبار، {وَمَنْ كَفَرَ} أي: امتنع التزام هذا الفرض وقبوله، {فَإِنَّ اللَّهَ} جواب الشرط إذ الكافر داخل في جملة العالمين.
وإنما قال: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} للإعراض عن خطابهم وإنما وقع الإنكار على وجه السؤال للتعجيز (?) عن إقامة العذر كقوله: {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: 6]، {وَاللَّهُ شَهِيدٌ} أعظم توبيخ وتهديد.
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ} نزلت في اليهود كانوا يغرون بين الأنصار من الأوس والخزرج بتذكير ما بينهم من الوقائع لينسخلوا من الدين بالضغائن والعصبية، عن زيد بن أسلم (?)، وفي اليهود والنصارى جميعًا وإنكارهم نعت نبينا -عليه السلام- (?) عن الحسن (?)، {تَبْغُونَهَا} تبغون لها، كقوله: {يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} [التوبة: 47]، والهاء عائدة إلى السبيل، والسبيل يذكر ويؤنث. و (العِوج) - بكسر العين-: الزيغ في الرأي، والعَوج - بالفتح-: الميل فيما يكون منتصبًا (?)، {وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ} بما في كتابكم،