قالوا: نقيم بمكة ونتربص محمدًا ريب المنون فإنْ بدا لنا (?) أن نرجع إلى قومنا أيقنا بقوله كما فعل الحارث، فأنزل الله الآية، وإنما نفى قبول توبتهم لأنهم قصدوا توبة على تردد ونفاق وازديادهم الكفر حملهم وظنهم أنهم قادرون على التوبة خداعًا، فالكفر يتزايد بتزايد الاعتقاد الفاسد، والإيمان يتزايد بتزايد (?) الاعتقاد الصحيح في الآيات الناسخة، ولما كمل الدين صار النقصان في أصل الإيمان وحقيقته كفرًا من جميع الوجوه على أي تأويل لأن تزايد الاعتقاد بعد إنقطاع محال.

وفي قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا} دلالة أن التوبة مقبولة قبل الموت، والتي نفي قولها، هي توبة نفاق وتردد، أو توبة عند معاينة الباس وانقطاع الأحكام الدنيوية (?)، {إِنَّ الَّذِينَ} في معنى الشرط وتشبيه لإيهامه ولذلك أجاب بالفاء.

و {مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا} على سبيل التقدير والتفخيم دون التحقيق، وإنما خص ذلك لأنه مما يتعاظمه الناس في معاملاتهم وعاداتهم (?) ومبادلاتهم.

قوله: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ}، قال الكلبي: منسوخة بآية الزكاة وليس كذلك لأنه لا تنافي بينهما إذ الزكاة إنفاق من بعض المحبوب، والبر ها هنا الجنة، عن السدي (?)، وعن عطاء: أشرف مراتب التقوى (?)، وقيل: البر الخير.

{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا} نزلت ردًّا على اليهود حيث أنكروا النسخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015