{بِكَلِمَةٍ} روح، والروح جوهر لطيف مَسموع بسمع ما فعله الله من غير شيء وأودع كلامه الذي قاله وتكلم به فهو من كلام الله كالنفس من كلام خلقه، ومزية الروح على الريح كمزية النفس على التراب والحياة تركب هذين الجوهرين. وإنما سمي (مسيحًا) لأنّ زكريا مسحه بالدهن ودعا له بالبركة أو (?) لأنه تمسّح بصنع يحيى بن زكريا من ماء الأردن أو لمساحه الأرض بسياحته فيها أو لأنه كان يمسح التراب فينام عليه بلا فراش ولا بساط أو لأنه كان يمسح الأكمه والأبرص فيبرآن (?) بإذن الله تعالى، أو كان أمسح القدمين غير أخمصهما (?). {وَجِيهًا} الوجيه ذو القدرة والجاه {الْمُقَرَّبِينَ} المخصوصين بإمامة الأولياء والخطاب والتوفي من غير موت والتجلي.
{وَيُكَلِّمُ} صفة، أي: ومكلمًا في المهد، أي: في حالة الرضاعة حيث قال: إني عبد الله، {وَكَهْلًا} نصب على الحال. والفائدة أنه ولد لثمانية أشهر والعادة جارية أن المولود لثمانية أشهر لا يعيش، وقيل: الفائدة أنه رفع وهو شاب فيكلم الناس كهلًا حين ينزل، والكهل الذي تم شبابه وقارب الشيخوخة وحدّ ذلك بثلاث وثلاثين سنة. واكتهل النبت إذا تم طوله (?).