تعالى أثنى عليك وعلى أمتك فسله حاجتك، فدعا النبي -عليه السلام- بهذه الدعوات فذكر الله أخبارًا عنه وعن أصحابه ليكون ذلك ثناء عليهم أيضًا، وعن علي قال: خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش.
{إِنْ نَسِينَا} النسيان ضد الذكر، وكانت المؤاخذة عليه جائزة على ما سبق في تكليف ما لا يطاق، فأما من يُعرض اليوم للنسيان فيجوز أن يكون مؤاخذًا أيضًا، والخطأ ما يقع من غير قصد كتولد القتل من الضرب وإصابة الإنسان برمي الصيد {إِصْرًا} ثقلًا كتحريم البقية، وقال -عليه السلام-: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
{كَمَا حَمَلْتَهُ} مثل ما أوجبته على من قبلنا من تعليق التربة بالقتل وقطع الجلد بإصابة النجاسة {وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} لا تكلِّفنا ما يستحيل فعلهُ منَّا على وجه العذاب والعقاب ولا ما يتلف أنفسنا علينا في فعله على وجه الشرع و (التحميل) التكليف، وفي المثل: النفس عَزُوف وما حملتها احتملت.
{وَاعْفُ} امسح ومحص عنا ذنوبنا {وَاغْفِرْ لَنَا} واستُر قبائحنا {وَارْحَمْنَا} أرد بنا الخير، وهذه الأدعية وغيرها عبادة وإظهار للحاجة وتعرض القضايا المعلقة بالشروط دون أن يطالب الله بإحداث ما لم يشأه ولم يعلمه إذ ذاك {فَانْصُرْنَا} أعنَّا على قهرهم وردِّهم ولا تكلنا في ذلك ولا غيره إلى أنفسنا فإنه لا حول ولا قوة إلا بك، وعن النبي -عليه السلام- مخبرًا عن الله تعالى عند كل فصل من هذه الأدعية: "فعلتُ واستجبت"، والله أعلم.
***