{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} نفي حُجَّة من يستدل بفضيلة قبلته كإعجاب اليهود بالبيت المقدَّس المحدق بالصخرة التي عليها المعراج، وإعجاب النصارى بسراج الدنيا، وإعجاب موسى بقبلة إبراهيم ومنشأ إسماعيل (?) ومختلف الحاج ومأمَن الوحش، وبيَّن الله أنَّه لا برَّ (?) في تولية الوجه قِبل المشرق والمغرب بلا إيمان صحيح وصلاة مجزية وخصلة محمودة، إذ التوجه يتفق من الصبيان والمجانين والدوابّ ثم لا يستحقون مدحًا أو ذمًا، وإيصالها بما قبلها من حيث ذكر الاختلاف في الآية السابقة {قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} نحوه هذا من قبل فلان أي من جهته، ولي حق قبل فلان أي: عنده، وما لي به قبل أي: طاقة، ورأيته قبلًا، أي: معاينة {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} قال الفراء: آمن بالله خير البرِّ على الاكتفاء بالمعنى الدالِّ في الاسم على المصدر (?) كما قيل:

قليل همّه والعيب جمُّ ... ولكن الرب الغنىّ ربٌّ كريم

وقيل: المصدر يُطلق (?) بمعنى الاسم كما في قوله: {أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} (?) أي هاديًا (?)، أي: ولكن البارَّ من آمن بالله، وقيل (?): الحذف تقديره ولكن البرَّ برّ من آمن بالله (?)، وقيل: ولكن ذا البرِّ من آمن بالله (?) كما قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015