لآداب (?) النبوة حتى أتمَّ الله أمره فأكرم عبده وأنزل وحيه، ويجوز تمنِّي ما يجوز في العقل كونه كتمني تحريم الخمر وحجاب النساء، بخلاف تمني إباحة الظلم والفواحش وتحريم العدل والإحسان.
و (التقلب) لازم من التقليب و (الوجه) ما يواجه الإنسان به مع انضمام القرب إليه وذلك من قصاص الناصية (?) إلى أسفل الذقن ومن الأذن إلى الأذن {شَطْرَ} نحو المسجد الحرام المحدق بالكعبة، وإنما أمرنا باستقبال الكعبة إلى استقبال {الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} والحرام اسم من التحريم كالحلال من التحليل، وإنما سمي حرامًا لكونه حرامًا على الاَفاقي (أن يدخله) ابتداء غير محرم أو علي كل أحد في جميع عمره مرة وإنَّما قال {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} ليعلموا أنها قبلتهم بالمدينة (?) وبغيرها من البلاد لا قبلة لهم غيرها. وإنما لم يقل، (?): (فولُّوا وجوهكمٍ إليه) لرفع المشقة، إذ لو قال كذلك لوجب على الرجل أن يستقبله استقبالًا لو سار على وجهه لصادف عين القبلة، فهذا أمر عسير.
{وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} علماء اليهود، تواطؤوا ولبسوا الأمر على غيرهم وهم يعلمون أن التحويل إلى الكعبة حقٌّ من ربِّهم لما قرؤوها في كتابهم، وقيل: الهاء (?) راجعة إلى المسجد الحرام؛ لأنهم يعلمون فضيلته ويعترفون (?) بها، والسلام في قوله: {لَيَكْتُمُونَ} للتأكيد والقسَم.
{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ} لما قالت اليهود والنصارى ما ولاَّهم عن قبلتهم فأنزل الله جوابًا محتملًا في قوله: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} أردفه قوله: {وَلَئِنْ (?)