ثلاثون رجلًا فبنيا وجعل القواعد من حراء وحلقت السكينة كأنها سحابة على موضع البيت، فقالت: ابن علي. فلذلك لا يطوفُ بالبيتِ أحد (?) أبدًا نافرًا ولا جبارًا إلا رأيتَ عليه السكينة. قال: وجعل طوله في السماء تسع أذرع وعرضه في الأرض ثلاثينَ ذراعًا وطوله في الأرض اثنين وعشرين ذراعًا، وأدخل الحجر وهو سبعة أذرع في البيت (?) وجعل المقام لاصقًا بالبيت عن يمين الداخل، فلما أراد إبراهيم - عليه السلام - أن يجعل علمًا لابتداء الطواف أمرَ إسماعيل يبغي له حجرًا، فأنزل الله جبريلَ بالحجرِ الأسودِ، فقالَ إبراهيمُ لإسماعيلَ - عليهم السلام - لما رجع إليه: أتاني به من لم يكلني إليك. وكان بناءُ الكعبة من خمس جبال: طور سيناء وطور زيتا وأحد ولبنان وحراء.
ورفع البنيان: بناؤها {يَرْفَعُ} مستقبل بمعنى الماضي (?) (?) و {الْقَوَاعِدَ} جمع قاعدة. والقاعدة (?): ما وضع أصلًا يبتنى عليه. وإنما دخلت (من) لصرف القواعد عن (?) محلِّ الإضافة، كقوله تعالى: {حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} (?) و {كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} (?). والقول ها هنا مضمر، تقديره: قائلين ربنا (?).