الاستفهام ومعناه الإنكار. و {مَسَاجِدَ اللَّهِ} جمعٌ وهو واحد لأن العرب تجمع الشيء بنواحيه فتقول: ثوب أسبال، ويحتمل أنه جمع مَسْجَد - بفتح الجيم - وذلك موضع السجود. ويحتمل أنَّ المراد به: المسجد الحرام [ومسجد الخَيْف والمشعر الحرام] (?) لأن الصدَّ كان عن جميعها (?)، و (عن) مضمر عن أن يذكر كما يقال: نهيته أن يفعل [أي: عن أن يفعَلَ] (?) كذا.
{وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} والسَّعيُ في الشيء بالصلاح والفساد هو: الشروع، إنما وَحَّد الفعل بـ (مَنْ) قال {أُولَئِكَ} لما سبق القولُ في مثله. {مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ} نفى دخولهم فيها إلا على الصفة المستثناةِ بعد صدِّهم عنها، وإنما كان ذلك عامَ حجة الوداع بعدَ الحج الأكبر، أو عام فَتَحَ اللهُ تعالى بيتَ المقدس على يدي عمر. فمَنْ دخلَ من الكفار منافقًا أو أسيرًا أو بعهد الله (?) أو بذمة هذين المسجدين أو غيرهما من المساجد، وهو مستثنى (?) لأنه مقهورٌ خفيٌّ خائفٌ، وإن كان خوفٌ دون خوف. {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} قتلُهُم في (?) يوم بدر، وقهرُهُم يوم الفتح، وصدُّهُم عامَ حجةِ الوداع، ومضيُّ الجهاد إلى آخرِ الدهر، أو (?) فتحُ الشام، وهلاك قيصر، وفتح الروم كلها في آخر الزمان، أو فتح