إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ} (?). وهود (?): جمع هائد كما أن عُوذًا جمع عائذ، وهو: الناقة إذا وضعت وبعدها تضع أيامًا، وفي الحديث: "ومعهم العُوذُ المَطَافِيلُ" (?). وقيل: هود: اسم فعل معهود مبهم وهو تهودهم، فأدخلت التاء الضمير صاحب الفعل ثم أُسقطت ها هنا للتخفيف، فرجع إلى ما كان. ويحتمل أنه يهود وهودًا لما تشابها في اللفظ أُقيم هودُ مقامَ يهود للتخفيف مع عدم الإيهام، قال اللهُ تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} (?)، {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} (?). {تِلْكَ} إشارة إلى كلمات القبيلتين، {أَمَانِيُّهُمْ}: الأماني جمع أُمنيَّة، وهي: [اسْمٌ من التمني وهو] (?) التَّشهي.
{قُلْ هَاتُوا} هات: أداة للسؤال كما أَنَّ (هاك) أداة للإعطاء (?)، والأصل فيه فَعَلَ أي: آت، فقُلبت الهمزةُ هاءً، كما في هراق، ثم جُعل من حيِّز الحروف، يمنع من الصرف إلا على جهة الأمر.
والبرهان: الحجةُ الواضحة، يقال: برهن الرجلُ إذا ذكرَ حجةَ قوله، وكان البرهان المطلوب منهم (?): تمني الموت.
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ} ردٌّ لزعمهم {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا