يريدون مني إلا كما قالت بنو إسرائيل لموسى - عليه السلام -: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} (?) " وهذا أقربُ إلى الصواب (?) ويحتمل أنهم كانوا يقولون: راعنا، متابعة لليهُودِ ويظنون أنه أحسنُ الخطاب، ويستدلّون بكون اليهود أعرف بخطاب الأنبياء منهم لقراءتهم الكتاب، فَنهاهُمُ اللهُ تعالى عن ذلك وأعلمهم قبحَ موافقة اليهود وما يؤدون إليه من الكفر والضلال، إذْ هُمُ الذين (?) قالوا: {أَرِنَا اللَّهَ} (?) و {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} (?) و {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} (?) و {آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} (?).
(أَمْ) ها هنا (?) بمعنى بل (?)، كقولك: إنها لإبلٌ أم شاء، والدليلُ على أنه منقطع لم يسبقه في بابه استفهام فيكون بمعنى أو على جهة النسق. إلا أن بين (بل) وبين (أم) فرقًا، لأن ما يلي (بل) يقع مقطوعًا به (?)، وما يلي (أو) يقع موهومًا.