أي: تؤفكون وتصرفون، ولأنه سبب كثير من العلل، والشيء المسحر: المعلل (?)، قال لبيد (?):
فإن تسحرينا فيم نحن فإننا ... عصافير من هذا الأنام المسحرِ
ثم هو أربعة أنواع:
النوع الأول: تلبيس على الأفهام، وهو اللحن المذموم والمعاريض المذمومة، قال الله تعالى في المنافقين: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} (?)، وقال - عليه السلام -: "إن من البيان لسحرًا" (?). وكذلك ذم المتفيهقين والمتشدقين.
والنوع الثاني: تلبيس على الإحساس بالنيرنجات والتمويهات، قال الله تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (?).
والنوع الثالث: تأثير على الأجساد بالفساد وهو بالطب أو بمطاوعة الجن. قال الشاعر (?):
وإنك لاتبالي بعد نحول ... أسحر كان طبّك أم جنونا
وفي حديث بئر ذَرْوان قال أحد الملكين: طُبَّ الرجلُ، فقال آخر: مَن طبَّه؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي (?).