والعدم، إنما أعني بالواحد: الجزء الذي لا يضمن العدد في نفسه، بالعدم: ما لا (?) يثبت معقولًا موجودًا، وقد حصل العرفُ بإطلاق العدد على الجمع القليل، قال اللهُ تعالى: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} (?) و {أَيَّامًا مَعْدُودَةً} (?) و {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} (?) و {أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} (?) و {لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ} (?). وذلك لأن عدَّ الجمع القليل في مقدور العامة بخلاف الجمع الكثير. وحرف الاستفهام (?) هاهنا للتلجئة إلى أحد معنيين: إما إثبات الخلاف بإبراز الحجة، أو الاعترافُ بثبوت ما يدَّعيه الخصم، نظيرُهُ قوله: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)} (?) وقوله: {أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ} (?). وقيل: ألف الاستفهام هاهنا للإنكار و (أم) بمعنى: بل (?). وإنما لم يقل: اتخذتم لأن همزة الوصل للابتداء، وقد أمكنَ الابتداءُ هاهنا بغيرها فلم يثبت. وإخلافُ الوعد والعهد: تقليبهما عن وجوههما. والمخالفة: المضادة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015