لي باب إلى السماء بحِيال رأسي حتى أنظر إلى عرش ربّي، ثم يفتح لي باب إلى الأرض السفلى حتى أنظر إلى الثور والثرى، ثم يفتح لي باب عن يميني حتى أنظر إلى الجنّة وإلى منازل أصحابي، وأن الأرض تحرَّكت تحتي، فقلت: مالك أيّتها الأرض؟ قالت: إنّ ربي أمرني أن أُلقي ما في جوفي وأن أتخلّى فأكون كما كنت إذ لا شيء فيّ، وذلك قوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا} (?) بطنها {وَتَخَلَّتْ}.
{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)} أي سمعت وأطاعت وحقّ لها أن تستمع.
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ} قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أنا ذلك الإنسان"، قال الأمير: رواته مجهولون. {كَادِحٌ} ساعٍ.
{مَسْرُورًا} فَرِحًا.
{لَنْ يَحُورَ} يرجع ويهلك. وعن عائشة قالت: مَنْ حُوسب دخل الجنّة، يقول الله: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9)}، ويقول الآخرون -يعني الكفار-: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ (?) وَلَا جَانٌّ (39)} [الرحمن: 39] (?).
وعن القاسم بن محمّد عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من نوقش في الحساب لم يغفر له"، قلت: يا رسول الله، فأين قوله: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)}؟ قال: "ذلك العرض" (?).