وانشرح" قالوا: هل لذلك من علم نعرف به؟ قال: "نعم، التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزول الموت" (?).
{تَقْشَعِرُّ} ترتعد {يَهِيجُ} يجف ويصفر، وعن علي: لا يهيج على التقوى زرع قوم (¬2) {حُطَامًا} يكسر ويصير بمنزلة ما يحطم، والحِطْم الفاعل والحَطْم المنفعل.
{سَلَمًا} وسالمًا مسلمًا الذي لا دعوى فيه لأحد {مُتَشَاكِسُونَ} التشاكس سوء الخلق وصعوبته، وإنما قيل {مَثَلًا} لأنهما جعلا مثلًا واحدًا، قاله الفراء (?).
{إِنَّكَ مَيِّتٌ} أطلق اسم المآل على الحال كقوله: {أَعْصِرُ خَمْرًا} [يوسف: 36] قال: أنا مت وعزّ من لا يموت قد تيقنت أني سأموت، وعلى هذا حمل الفراء (?) قوله: {بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [الحجر: 53] ويجوز أن يكون عليمًا في حال الصغر.
عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: لما نزلت {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)} قال الزبير: أيكرر علينا الخصومه بعد الذي كان بيننا في الدنيا؟ قال: نعم، فقال: إن الأمر إذًا لشديد (¬5). وعن إبراهيم قال: لما نزلت قال أصحاب رسول الله: ما خصومتنا ونحن إخوان؟ فلما قتل عثمان قالوا: هذه خصومتنا (?).
وقال علي لأبي بكر بعد وفاته: سمَّاك الله -عَزَّ وَجَلَّ- في تنزيله صديقًا قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} أبو بكر (?).