لمَ قتلتهم؟ فيقول: أي رب قتلتهم لتكون العزة لك، فيقول الله: صدقت، فيجعل الله لوجهه مثل نور الشمس ثم تشيِّعه الملائكة إلى الجنة.

ويؤتى بالذي كان يقاتل في الدنيا على غير طاعة الله وعلى غير أمر الله تعزّزًا في الدنيا، ويأتي من قتل كلهم يحمل رأسه يسحب أوداجه دمًا فيقولون: ربنا قتلنا هذا، فيقول وهو أعلم: لمَ قتلتهم؟ فيقول: أي رب قتلتهم لتكون العزة لي، فيقول الله: تعست، ويسود وجهه وتزرق عيناه، ثم لاتبقى نفس قتلها إلاقتل بها.

ثم يقضي الله بين خلقه حتى إنه ليكلف الشائب اللبن بالماء يخلص الماء من اللبن، حتى إذا لم يبقَ لأحد عند أحد تبعة نادى منادٍ فاسمع الخلاتق كلهم: ليلحق كل قوبم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله، فلا يبقى أحد عبد من دون الله شيئًا إلا مثلت لهم آلهتهم بين أيديهم، ويجعل ملك يومئذ من الملائكة على صورة عيسى فتتبعه النصارى ثم تقودهم آلهتهم إلى النار، وهي التي يقول الله تعالى: {لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ (?) آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} [الأنبياء: 99].

حتى إذا لم يبقَ إلا المؤمنون وفيهم المنافقون جاءهم الله سبحانه فيما شاء من هيبة فيقول: أيها الناس الحقوا بآلهتكم، فيقولون: ما لنا من إله إلا الله وما كنا نعبد غيره، ويتجلى لهم من عظمته ما يعرفون أنه ربهم فيخرُّون له سجَّدًا فيسجدون ما شاء الله، وبجعل أصلاب المنافقين كصياصي البقر فيخرُّون على أقفيتهم، ثم يأذن الله فيرفعون رؤوسهم.

ثم يضرب بالصراط في كتفَي جهنم كحد الشعر وكحد السيف عليه كلاليب وخطاطيف وحسك كحسك السعدان دونه جسر دحض مزلة، فيمرون كخطوف العين وكلمح البرق وكمرّ الريح وكأجاويد الخيل وكأجاويد الركاب وكأجاويد الرجال، مسلَّم وناجٍ مخدوش مكردس في جهنم، فيقع خلق من خلق الله أوقعتهم أعمالهم تأخذ النار قدميه لا تجاوز ذلك، ومنهم من تأخذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015