عن أبي هريرة عنه -عليه السلام- قال: "إذا قضى الله أمر الملائكة بأجنحتها خُضْعانًا، لقوله: كأنها سلسلة على صفوان {حَتَّى (?) إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} قال: والشياطين فوق (?) بعضهم فوق بعض، فإذا سمع الأعلى منهم الكلمة رمى بها إلى الذي تحته وربما أدرك الشهاب قبل أن ينبذها وقبل أن يدركه فينبذها بعضهم إلى بعض حتى ينتهي إلى الأرض فيلقى على لسان الكاهن أو الساحر فيكذب فيصدق بالكلمة التي يسمع بين السماء" (?) {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} غاية للحالة الغائبة المتقدمة عليها، والغاية لا تدل على مخالفة حكم ما وراءها {فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} يعني خلا الفزع عن قلوبهم، قالوا: يعني ملك الملائكة دون الملأ الأعلى [{مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} قالوا: جواب الملأ الأعلى الذين (?)] (?) يلونهم {الْحَقَّ} يحتمل الإجمال لقطع السؤال (?) ويحتمل البيان لاستراق الشيطان، ويحتمل أنهم يجهلون الجواب مرة ويفسرونه بإذن الله.
{قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ} على سبيل الإيجاز تقديرها: هانا {لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، وهذا كقولك لخصمك: الله يعلم أن أحدنا لكاذب.
{قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا} المراد بالسؤال الأخذ والمطالبة.
{أَلْحَقْتُمْ بِهِ} أي لله شركاء على زعمكم وأن الملائكة متولدة منه، وأن الانفعال قديم بقدم الفعل، وأن المعدوم شيء لا أول له، وأن المكان قديم بقدم الأنية، وأن الإيجاد واقع بين الله والعباد.
{كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ} الذي عزّ فلا يطاق وعز فلا يناله الإلحاق