قيل: العرم اسم وادي (?)، وقال ابن الأعرابي (?): العرم والبرّ من أسماء الفأرة، وقيل: العرم المطر الشديد.

ذكروا في التاريخ أن الله تعالى لما هيأ أسباب (?) سيل العرم، وذلك في ملك ذي الأذعار بن حسان أقبلت طريفة الكاهنة إلى عمرو بن عامر بن (?) أم أخيه عمران بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة وكان بينه وبين كهلان بن سبأ وكان جالسًا في نادي قومه فوقفت على رأسه ثم قالت: والظلمة والضياء ليقبلن إليكم الماء كالبحر إذا طما فيدع أرضكم يسقى عليها الصبا، قالوا: ومتى يكون؟ قالت: بعد سنين شدائد يقطع فيها الولد الوالد فيأتيكم السيل العرم (?) بفيض هميل وخطب جليل وأمر وبيل، فتخرب الديار وتضمحل القرار.

قال لها عمران: ويحكِ يا طريفة لقد أفجعتنا بأموالنا فبيِّني مقالك، فقالت: آتيكم أمر عظيم وسيل ركيم ودهر وخيم وخطب جسيم (?)، فاحرسوا السد (?) لئلا يمتدّ، وإن كان لا بد من الأمر المعدّ فانطلقوا إلى رأس الوادي فسترون العادي نحو كل حجر صخاد بأنياب له حراد.

فانطلق عمران بن عامر في نفر من قومه حتى أتوا رأس الوادي فإذا بجرذ يحفر الجبل بأنيابه ويدفع برجله الحجر الذي يستنقله مائة رجل فيسد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015