فإني بحمد الله في خير أسرة ... خيار معد كابر بعد كابر

وإني مولى للنبي محمد ... حويت به سهم الفريع المفاخر

فمضى الرجل وأخبر حارثة، ولحارثة في ذلك شعر يقول:

بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحيٌّ يرجى أم أتي دونه الأجل

فوالله ما أدري وإني لسائل ... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل

فياليت شعري هل لك الدهر رجعة ... فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل

سأعمل نص العيس في الأرض جاهدًا ... ولا أسأم التطواف إذ تسأم الإبل

وإن هبت الأرياح هيجن ذكره ... فيا طول أحزاني عليه ويا وجل

تذكرنيه الشمس عند طلوعها ... ويعرض ذكراه إذا عسعس الطفل

حياتي أو تأتي عليَّ منيتي ... وكل امرئ فان وإن غره الأمل

ثم إن حارثة أقبل مكة وأخواه وولده وبعض عشيرته فإذا النبي -عليه السلام- (?) في فناء الكعبة في نفر من أصحابه وزيد فيهم، فلما نظروا إليه عرفوه وعرفهم فقالوا: يا زيد، فلم يجبهم انتظارًا منه لرأي رسول الله -عليه السلام- (1)، فقال له رسول الله: "من هؤلاء يا زيد؟ " فقال: يا رسول الله هذا أبي وهذان عمَّاي وهذا أخي وهؤلاء عشيرتي، فقال له: "قم يا زيد فسلِّم عليهم"، وسلَّم عليهم وسلَّموا عليه (?) فقال (?): امض معنا يا زيد، فقال: ما أريد برسول الله بدلًا ولا أؤثر عليه أحدًا، قالوا: يا محمد إنا معطوك بهذا الغلام ديات فسم ما شئت فإنا حاملوها إليك، فقال: "أسألكم (?) أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وأني خاتم أنبيائه" فأبوا وتلكؤوا (?) وتلجلجوا وقالوا: نعطي ما عرضنا عليك يا محمد قال: "ها هي (?) خصلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015