أم سلمة إفراد النساء بالذكر على سبيل الإتباع والإجمال ليتشرفن بذلك ويتبركن لأن ظاهر الخطاب لا يتناولهن، فإن طريقة العرب مشهورة أنهم إذا جمعوا بين مذكر ومؤنث وعاقل وغير عاقل ومفرد ومضاف أن يغلبوا المذكر والعاقل والمفرد.
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ} نزلت في شأن زينب (?) بنت جحش بن رياب بن يعمر ابن ضمرة بن مرة بن كثير بن غثم (?) بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس من مضر الأسدية، وأمها أميمة (?) بنت عبد المطلب عمة رسول الله، توفيت زينب في زمن عمر بن الخطاب فسترت على جنازته بنعش، وهي أول من سترت بنعش، فشيع الجنازة عمر - رضي الله عنه - فلما رأى النعش استحسن ذلك وقال: نعم جنا الطبيعة. وكان السبب في ذلك أن النبي -عليه السلام- (?) أمرها أن تتزوج بمولاه زيد بن حارثة بن شراحبيل بعد وفاة أم أيمن مولاة رسول الله (?) وأم أسامة بن زيد، وزيد هذا الذي ابتلاه الله تعالى بنفي نسبته عن رسول الله (5) بعد ثبوته، وابتلاه الله بمراجعة رسوله (?) إياه وامرأته على ما سنذكره، وكان راضيًا عن الله تعالى مطمئنًا بقلبه على الإيمان, فعوضه الله من مجاز النسبة والمرأة الغائبة ذكرًا مخلدًا، وهو أن صرح باسمه ووصفه بالجميل في كتابه المعجز وهو حي مكلف يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، وهذه رتبة كانت مختصة برسول الله (?)، قبل ذلك لم ينلها حمزة وعباس وعلي ولا أبو بكر وعمر وعثمان ولا فاطمة والحسن والحسين ولا خديجة وعائشة وحفصة.