واعتزل قارون على] (?) حدة وولي هارون الحبورة فكان معه القربان والمذبح، فكان بنو إسرائيل يأتون بهديهم إلى هارون فيضعها على المذبح فتنزل نار من السماء فتأكلها، فقال قارون: والله ما هذه النار إلا مثل نارنا فإن شئت يا موسى جئتك بنار فإن لم تفعل مثلما تفعل هذه فأنا كذاب، فقال موسى: فأبعث إذًا بنار، فانتدب لقارون خمسون ومايتا رجل يأخذون نارًا من أول نارهم ثم يجعلونها في مجامرهم، فجاؤوا بها إلى القربان فلما انتهوا إلى القربان نزلت نار من السماء فأكلتهم كلهم، فجعل ابنان لهارون (?) يسكنان النار، فلما انتهيا إلى النار أحرقتهما، فقيل لأبيهما: إني قد قضيت أن لا يجيء رجل بنار عربية إلا أحرقته وإني قد جعلتهما شهيدين.

واعتزل قارون ومن تبعه وكان كثير المال والتبع من بني إسرائيل، فاعتزل موسى فلم يكن يأتيه ولا يجالسه، فقال موسى: يا رب إن قارون قد أفسد عليّ بني إسرائيل فمر الأرض أن تطيعني فيه وفيمن معه، فأمرت أن تطيعه، فأقبل موسى إلى قارون ومن معه حتى انتهى إليهم قال: يا بني إسرائيل إن الله بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون فإن مات بغير ما يموت الناس أو تغيرت به الأرض عن حالها فإني صادق فيما قلت، فمن كان معي فليعتزل ومن كان معه فليثبت مكانه.

فلما سمعوا ذلك عرفوا أن موسى صادق فاعتزلوا غير رجلين من بني روبيل فقال موسى -عليه السلام- (?): يا أرض القميهم (?) فابتلعيهم، فقال: يا موسى أنشدك والرحم، فلم يرق لهم فقال الله: أما وعزّتي لو إياي دعا لنجيته، ثم دعا أيضًا موسى على ماله فخسف به؛ قال: فهو يتجلجل بها كل يوم قدر قامته إلى أن تقوم الساعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015