الخشب- فثقبته بأسنانها، وذلك أنها قالت للرسل: سلوه أن يثقبه بغير حديد.
وأهدت إليه درة على عظم البيضة لم يكن في ذلك العصر مثلها وكانت غير مثقوبة، فقالت للرسل (?): سلوه أن يثقبها بغير حديد، فانبرت دودة حمرة تكون في الماء، فقالت: يا نبي الله أنا أثقبها على أن تسأل الله أن يجعل رزقي في الماء، قال: ذلك لك، فثقبتها بأسنانها.
وأرسلت إليه بدرة لها ثقب معوج، وقالت للرسل: سلوه أن يدخل في الثقب خيطًا، فانبرت دودة فقالت: أنا أدخل فيه خيطًا على أن تسأل الله أن يجعل رزقي في الفواكه، قال: فإن ذلك لك، فلوت خيطًا على رأسها ودخلت في ذلك الذي في الدرة تتخلل حتى خرجت من الجانب الآخر.
فلما أتته الهدية قال (?): {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} إلي قوله: {وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} فلما ردّ عليها الهدية عزمت على إتيانه وقالت لقومها: إني صائرة إليه وممتحنة إياه بمسائل، فإن أصابها فهو نبيّ ولا طاقة لنا به، وإن كان ملكًا عزمنا على محاربته.
فسارت إليه في مائة وعشرين رجلًا من عظماء قومها ومع كل واحد منهم مائة رجل من حشمه وغلمانه.
وبلغ سليمان توجهها إليه، فعند ذلك قال: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا} قال الشعبي: فسألت ابن عباس - رضي الله عنهما - عن الذي عنده علم الكتاب قال: كان ذلك آصف (?) وكان يعرف اسم الله الأعظم.