ورائحة منتنة، وكان الهدهد معجزة لسليمان كغراب نوح وورد إبراهيم وحمار عزير.
روى الشعبي عن عبد الله بن سلام قال: أعطي سليمان -عليه السلام- (?) من عظيم الملك ما كان يخبز له في مطبخه كل يوم ستمائة كرّ حنطة ويذبح له كل غداة ستة آلاف ثور وعشرون ألف شاة، فكان يطعم الناس ويجلس معه على مائدته خاصة اليتامى والمساكين وأبناء (?) السبيل ويقول: مسكين بين مساكين. قال: ولما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس ومسجدها تجهز فسار يحمله وجنوده الريح ويظلهم الطير، فوغل في البادية حتى وراء أرض تهامة واد في الحرم، فذبح للبيت طول مقامه بمكة كل يوم خمسة آلاف ناقة وخمسة آلاف ثور وعشرين ألف شاة، وقال لمن حوله من أشراف قومه: إن هذا مكان يخرج منه نبي عربي صفته كذا وكذا، يعطى النصر على جميع من ناوأه ويكون سيفه سطوة على من خالفه، ويبلغ هيبته مسيرة شهر، القريب والبعيد عنده سواء في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم.
قالوا: فبأيّ دين يخرج؟.
قال: بدين الحنيفية، فطوبى لمن أدركه وآمن به وصدقه.
قالوا: وكم بيننا وبينه؟.
قال: زُهاء ألف عام، فليبلغ الشاهد منكم الغائب فإنه سيّد الأنبياء وخاتم الرسل، وإن اسمه لمكتوب في زبر الأنبياء الماضين -عليهم السلام- (?). فأقام بمكة أيامًا حتى قضى حجه.
ثم سار نحو أرض اليمن يوم نجم سهيل، فخرج من مكة صباحًا فوافى أرض صنعاء وقت الزوال وذلك مسيرة شهر {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ} التي كانت تظله وجميع من كان معه من أصحابه، فرأى مكان الهدهد خاليًا